الاندلس والامويين



الأندلس قبل الفتح الإسلامي

كانت الأندلس وهي إسبانيا والبرتغال في العصر الحالي من ضمن جزيرة عُرفت
باسم الجزيرة الأيبيرية، وكان يحكم هذه الجزيرة عدّة شعوب منهم: الترتيسوس،
وهؤلاء موطنهم الأصلي هو جزر البحر الأبيض المتوسط وبلاد اليونان، ومن
الشعوب التي حكمت الجزيرة الأيبيرية قبل الفتح الإسلاميّ الشعب الأيبيريّ
ومنه تسمت الجزيرة باسمها، وأيضًا حكم المنطقة الفينييقيون وكانت قرطاجة من
أبرز ما تركته الشعوب الفينييقية، إلى أن جاء الجرمان من ثمّ القوط الذين
أسسوا ممالك عدّة، ومن بعد ذلك يكون الفتح الإسلاميّ الذي شكّل مادّة غنيّة
حول المسلمون في الأندلس وآثارهم التاريخية، وقد كان الفتح الإسلاميّ
للأندلس بمثابة حدث مهم جدًا بالنسبة لتاريخ الدولة الإسلاميّة.[١]



فتح الأندلس

قبل فتح الأندلس كان هناك فتح المغرب وهو تمهيد لفتح الأندلس إسبانيا
والبرتغال اليوم، فقد كان للقائد عقبة بن نافع دور مهم في فتح المغرب وهو
باني مدينة القيروان، وأيضًا تم فتح طرابلس في عهد عمرو بن العاص، وقد كانت
هذه الفتوح مقدمة لفتح بلاد الأندلس، وكان هذا الفتح العظيم في عهد خلفاء
بني أميّة، وقد بدأت مراحل فتح الأندلس عام 91ـ عندما أرسل القائد العام
لفتح الأندلس موسى بن نُصير سرية القائد طريف بن مالك ليستطلع ظروف بلاد
الأندلس وجغرافيتها وأوضاع العدو، وقد كان من ثمار حملة طريف بن مالك فتح
الجزيرة الخضراء بالإضافة للهدف الأساسي وهو الاستطلاع، وبدأت المرحلة
الثانية من مراحل الفتح على يد طارق بن زياد، الذي خاض معركة وادي لكة مع
القوط الإسبان وانتصر فيها عام 92هـ، وكانت هذه المعركة بمثابة مُقدمة لفتح
الأندلس بالكامل، وتكون المرحلة الأخيرة من مراحل الفتح على يد القائد
العام للفتح موسى بن نُصير الذي اتفق مع طارق بن زياد على نقطة لقاء
ليستكملا فتح الأندلس ويبدأ بها عهد ولاة الأندلس الذين يتبعون لحكم
الخلافة الأمويّة في دمشق.[٢]



بني أمية في الأندلس

تأسست الدولة الأموية في بلاد الأندلس بعد سقوطها على يد الدولة
العباسية، وقد قام بتأسيس هذه الدولة عبد الرحمن بن معاوية صقر قُريش عام
138هـ، وقد اعتبرت الدولة الأموية في الأندلس من الدول المستقلة عن الدولة
العباسية، وذلك بعد أن عجز خلفاء الدولة العباسية عن السيطرة على بلاد
الأندلس ومن أبرز هؤلاء الخلفاء: أبو جعفر المنصور، والجدير بالذكر أنّ
الخليفة العباسيّ أبو جعفر المنصور هو من أطلق لقب صقر قريش على عبد الرحمن
بن معاوية الداخل وذلك لذكائه وشجاعته، وقد مرّت بلاد الأندلس إسبانيا
والبرتغال اليوم، بعدّة عصور حكم بها المسلمين خلالها وكانوا موضوع كتب
التاريخ التي لم تغفل عن المسلمون في الأندلس وآثارهم التاريخية، فكان أوّل
الأمر عصر الولاة والذين حكموا الأندلس كولاية من ولايات الدولة الأموية في
بلاد الشام، من ثمّ تحوّلت الأندلس إلى بلاد مُستقلة في عهد الإمارة
الأموية بعد أن رحل إليها عبد الرحمن بن معاوية الذي أسس بها الحكم
الأمويّ، ومن العصور التي كانت في الأندلس عصر الخلافة الأموية الذي انتهى
بقيام دول ملوك الطوائف عام 422هـ، وحكم الأندلس المرابطين والموحدين إلى
أن سقطت مدينة تلو الأخرى، هذا كُلّه شكّل ما يُعرف بموضوع المسلمون في
الأندلس وآثارهم التاريخية.[٣]

 



المسلمون في الأندلس وآثارهم التاريخية

امتدّ حكم المسلمين في الأندلس من عام 92هـ حتى عام 897هـ وكانت المدة
800 سنة ونيّف، وقد ازدهرت الأندلس في الفترة التي دخل إليها الإسلام،
وأُسست حضارة عريقة في بلاد الأندلس، وفيما يأتي ذكر أبرز ما تركه المسلمون
في الأندلس وآثارهم التاريخية:[٤]



مدينة الزاهرة

مدينة الزاهرة تقع بالقرب من مدينة قرطبة، وقد قام ببناء هذه المدينة
الحاجب المنصور بن أبي عامر عام 368هـ، وكان المنصور قد أراد ببناء هذه
المدينة الجميلة تخليد فترة حكمه للمنطقة، ولكن اندثرت مدينة الزاهرة
ودُمرت فيما بعد.[٥]



مسجد قرطبة

يُعدّ مسجد قرطبة أشهر المساجد في الأندلس دليل على وجود المسلمون في
الأندلس وآثارهم التاريخية، وقام ببناء هذا المسجد مؤسس الدولة الأموية في
الأندلس عبد الرحمن بن معاوية، وقد تم توسيعه في عهد عبد الرحمن الناصر
والحاجب المنصور بن أبي عامر.[٦]



سقوط الأندلس

بعد حكم المسلمين للأندلس مدة تزيد عن 800 سنة سقطت وانتهى وجود
المسلمين في بلاد الأندلس إسبانيا والبُرتغال، وقد كان سقوط الأندلس على
مراحل متعددة فلم تسقط مرة واحدة بيد الممالك المسيحية، وكان من أسباب سقوط
الأندلس تفرّق كلمة المسلمين وعدم وحدتهم في تلك الفترة، الأمر الذي حفزّ
العدو من مواجهة هذه الفرقة بحكمة، ولم يتبقى في نهاية الأمر سوى مدينة
غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس، التي ضمّت في نهاية عهدها المسلمون
في الأندلس وآثارهم التاريخية، والشواهد الإسلامية ما زالت ماثلة في غرناطة
حتى الآن، ففيها قصر الحمراء الذي قام ببنائه بني الأحمر آخر الحُكّام في
الأندلس وتحديدًا في غرناطة، وفي تلك الفترة توحدت مملكة أراجون وقشتالة
وذلك بزواج بين ملك أراجون فرناندو وصاحبة عرش قشتالة إيزابيلا، وقد حاصرا
غرناطة حتى تسلموها بموجب معاهدة عُرفت باسم مُعاهدة غرناطة عام 897هـ،
كانت غرناطة من شواهد المسلمون في الأندلس وآثارهم التاريخية، وكان أبو عبد
الله الصغير آخر حكام غرناطة هو من سلّمها لملك أراجون فرناندو وصاحبة عرش
قشتالة.[

 

شاهد أيضاً

هذه قصة المرأة التي أحبها أبو الطيب المتنبي!

مَنْ منّا لا يعرفُ المتنبي الّذي سمّاه كثر “أشعرَ العرب”، والّذي لمْ يتعرّف على هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جميع الحقوق محفوظة M3kkaz.com