ربيع الزعابي : لابد من تأسيس جمعية للشعراء النبطيين

الشارقة: علاء الدين محمود

يثير الشاعر الشعبي ربيع الزعابي، كثيراً من القضايا في مجال القصيدة النبطية، ذلك اللون الأدبي والإبداعي المحبب في الإمارات ودول الخليج العربي، ويلقي بحلول ورؤى تسهم في انتشار القصيدة الشعبية.

«الحديث ذو شجون»، هكذا استهل الزعابي تناوله لواقع الشعر النبطي، فهو يرى أن هناك تراجعاً كبيراً في الاهتمام به من قبل الشعراء والجمهور، وكذلك من قبل المؤسسات والجهات المعنية به. وأشار إلى أن المشهد غائم بسبب متغيرات كثيرة اجتماعية وثقافية أدت إلى ضعف في مجال ذلك الأدب التراثي الراقي، الذي يحفظ الهوية ويحتشد بالقيم النبيلة والأخلاق الرفيعة المتوارثة من الآباء والأجداد، ويرى أن من أهم تلك الأسباب، المتغيرات المرتبطة بروح العصر التي جعلت الناس ينشغلون بأنفسهم واللهاث وراء سبل العيش، وهناك الانتشار الهائل والكبير للتقنيات الحديثة في وسائل الإعلام، حيث برزت مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة، لتستحوذ على اهتمام الشباب، فقد خفتَ وهج الفنون بصورة عامة، وطال ذلك الأمر مجالات أدبية وإبداعية أخرى، فقد صار الجميع يعيشون داخل العالم الافتراضي الذي أسست له ثورة الاتصالات، ويقول: «لم يعد هناك شغف بالقراءة والإبداع، فقد بات الناس بكافة طبقاتهم، بعيدين عن الشعر وكل ألوان وأشكال الثقافة».

إشراقات

ولفت الزعابي إلى أن جائحة كورونا جاءت لتغيب المشهد الشعري الشعبي تماماً على مستوى الفعاليات والأمسيات والندوات، إلا من بعض الإشراقات هنا وهناك، ويرى أنه على الرغم من كل تلك العوامل، فإن صوت الشعر النبطي سيبقى؛ لأنه يعبر عن ثقافة وتراث إنسان الدولة وكل الخليج العربي، ويقول: «الإمارات أفضل حالاً في مجال الاهتمام بالشعر الشعبي، بفضل الفعاليات والمهرجانات إضافة إلى الجهود الفردية».

وأكد الزعابي أهمية الدور الكبير الذي تقوم به المهرجانات والفعاليات الكبيرة المخصصة في الشعر الشعبي، فهي بمثابة جرس تنبيه يؤكد أهمية الإبداع النبطي، وأنه من الضروري أن يلقى الاهتمام اللازم والكافي من قبل كافة المؤسسات الثقافية والتراثية، الحكومية منها والخاصة، ويأخذ الزعابي على تلك الفعاليات الكبيرة، على الرغم من الأنشطة الثقافية والفكرية، عدم اهتمامها بحفظ الشعر الشعبي من خلال حركة طباعة الدواوين والأعمال الشعرية، ويستثني من ذلك مهرجان الشارقة للشعر الشعبي الذي قام بمجهود وافر وطيب في ذلك الصدد، ويشير إلى أهمية حركة نشر مؤلفات الشعراء الشعبيين، وإعادة طباعة أعمال القدامى والرواد، ومن المهم أن يكون هناك عمل تقف وراءه رؤية مؤسسة في ذلك الاتجاه.

دور غائب

وفي سياق حديثه عن المؤسسات التراثية ودورها في ازدهار الشعر الشعبي وحفظه، وجّه الزعابي صوت لوم شديداً إلى المعاهد والجهات المعنية بالتراث، وذكر أن الدراسات البحثية في مجال الشعر النبطي لا تقوم على رؤية استراتيجية؛ بل اجتهاد من قبل أفراد بعينهم، وأغلبهم شعراء يقومون بجمع وحفظ أعمال الرواد والقدامى على نحو ما يفعل الشاعر سلطان العميمي، وعبد العزيز المسلم، وطالب بأن تتسع الأفكار في المجال البحثي والدراسي، بحيث يصبح مؤسسياً، وبرؤى عميقة تهدف إلى حفظ الشعر النبطي وتطويره.

وفي معرض تناوله للدور الذي تقوم به وزارة الثقافة في هذا المجال، دعا الزعابي الوزارة إلى ضرورة الاهتمام بالشعراء الشعبيين خاصة القدامى منهم، والالتقاء بهم والتعرف إلى أوضاعهم من أجل حلحلة مشاكلهم، فمنهم من يعيش ظروفاً قاسية تحول دون أن يواصل إبداعه الشعري، مطالباً بقيام مشروع يهتم بهم على غرار الصندوق الذي أنشأه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، المعني بدعم ورعاية الشعراء والمبدعين.

وذكر الزعابي أنه من المهم والضروري تأسيس جسم يجمع كل الشعراء النبطيين، الذين لا توجد لافتة تضمهم، ما عدا بعض المراكز والدور التي ظلت تقوم بمجهودات مقدرة، مطالباً الوزارة بأن تسهم في قيام اتحاد أو جمعية للشعراء النبطيين.

وتمنى الزعابي أن تكثف المؤسسات الثقافية والمعنية بالتراث، اهتمامها بالشعر والشعراء الشعبيين، وأن توسع نشاطها بحيث ينفتح على المشهد الشعري النبطي، ويسهم في إقامة الأنشطة والفعاليات والأمسيات الأدبية التي تجمع الشعراء ليلقوا أشعارهم وإبداعاتهم في مجال القصيدة الشعبية.

وفي سياق تناوله لدور الصحف الثقافية، أخذ الزعابي عليها تجاهل القصيدة النبطية، موضحاً أن انتشار الوسائط الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، قلل كثيراً من الأدوار التي ظلت تقوم بها الصحف، وطالبها ببذل جهد أكبر في نشر الشعر الشعبي.

الأخذ بتجارب الرواد

حول الفعاليات الافتراضية، أكد الزعابي أنها لعبت دوراً مهماً في أثناء جائحة كورونا، غير أنها حرمت الشعراء من وجود الجمهور والتفاعل المباشر معهم، وتلك عملية مهمة بالنسبة للمبدع فهي تجعله يبدع أكثر، وتضفي كثيراً من الحيوية والتجاوب المتبادل بين الشاعر والمتلقي، وعبر عن أمله أن تعود الحياة إلى طبيعتها، وأن تنتشر الفعاليات والأمسيات الشعرية.

ودعا الزعابي الشعراء الشباب في مجال القصيدة النبطية إلى بذل مجهودات أكبر، والأخذ من تجارب الشعراء القدامى وأجيال الرواد. وأشار إلى وجود كثير من الأصوات الشبابية الجديدة المميزة التي من شأنها أن تسهم في إنعاش واقع الشعر النبطي، لكنهم بحاجة إلى الاهتمام، ودعا المؤسسات المعنية إلى رعايتهم وتقدير مواهبهم وتقديم يد المساعدة والعون لهم.

شاهد أيضاً

تنصيب مدير تنفيذي M3kkaz.com

قامت المؤسسة على تنصيب المدير التنفيذي السيد / بداح الشويب على كافة الاعمال في دعم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جميع الحقوق محفوظة M3kkaz.com